الفيلسوف الزاهد
في مدينة من مدن اليونان القديمة، كان يعيش رجل حكيم، عُرف بين الناس بالرضا والقناعة، والزهد في الحياة، وعدم الاكتراث لزخرف الدنيا وزينتها، وكان يرى أن الإنسان ينبغي ألا يملك في هذه الدنيا شيئا أكثر مما يسد به حاجته الضرورية للحياة، من طعام وشراب وملبس ومسكن. كان ذلك الحكيم الزاهد يقضي يومه في الشمس بين الحقول، ينطق بالحكمة، ويعلم كل من يحيط به من تلاميذه الذين يحضرون إلى تلقي العلم والحكمة عنه، وأبى أن يتخذ مسكنه بين القصور الشامخة، والدور العالية، بل كان يأوي إلى كوخ صغير أعده لنفسه في الخلاء، وينقله من جهة إلى أخرى، ومن مكان إلى آخر. وقد ذاع أمر هذا الحكيم الزاهد بين الناس، فأقبلوا عليه من كل صوب وناحية، يتلقون عنه العلم ويستمعون لِعِظَاتِهِ وآرائه، وحِكمه البليغة، ولم يكن يفكر في شيء سوى الإرشاد والنصح لمن يصغي إليه ويقبل عليه من الطلبة.
وذات يوم رُئِيَ الفيلسوف الزاهد ماشيا في الظهيرة متنقلا من شارع إلى شارع، ومن مكان إلى آخر، وقد حمل بيده مصباحا مضاء، وأخذ ينظر حوله هنا وهناك، كأنه يبحث عن شيء فُقِد منه، فعجِب المارُّون من أمره، وسأله أحدهم: لماذا تحمل يا سيدي الفيلسوف هذا المصباح المضيء والشمس مشرقة تملأ الدنيا ضياءً ونورا؟ فأجاب الحكيم الزاهد: إني أبحث عن رجل أمين مخلص، وإلى الآن لم أجده. وعندما ذهب الإسكندر المقدوني إلى تلك المدينة التي كان يسكنها ذلك الحكيم الزاهد خرج جميع الناس يستقبلونه، ويحتفلون به فرحين مسرورين،ولم يتخلف من سكان تلك المدينة أحد سوى ذلك الحكيم الزاهد. وكان الإسكندر قد سمع عنه، وعن حكمته وفلسفته وآرائه وزهده الشيءَ الكثيرَ، فرغِب في مقابلته والتحدث معه. فلما لم يجده الإسكندر بين المستقبلين له سأل عنه، وذهب إليه بنفسه وحَوْلَه حاشيته وجنده، فوجده في الخلاء بجانب كوخه يتمتع بالطبيعة وجمالها، والشمس المشرقة وأشعتها. دنا الإسكندر من ذلك الفيلسوف الزاهد، فحياه وقال له: أيها الحكيم! لقد سمعت كثيرا عن حكمتك، ووَدِدْتُ مشاهدتَك لأقدم لك كل ما تريد، فهل هناك شيء أستطيع القيام به نحوك؟ فأجاب الحكيم: نعم يمكنك أن تقف إلى جانبي، حتى لا تحجب ضوء الشمس عن جسمي!! فعجِب الإسكندر من زهد هذا العالم الفيلسوف، وازداد إكباره له وإعجابه به، ثم نظر إلى حاشيته وحَرَسِهِ، وقال: قولوا ما تقولون، وظُنُّوا ما تظنون، ولا تعجبوا من إجلالي له وإعجابي به، فإنه سعيد بحياته هذه، وإني لو لم أكن الإسكندر، لَوَدِدْتُ أن أكون ((يوجينيس)) الحكيم الفيلسوف الزاهد.
اقتراح التلميذ: عبد الحق المصباحي
في مدينة من مدن اليونان القديمة، كان يعيش رجل حكيم، عُرف بين الناس بالرضا والقناعة، والزهد في الحياة، وعدم الاكتراث لزخرف الدنيا وزينتها، وكان يرى أن الإنسان ينبغي ألا يملك في هذه الدنيا شيئا أكثر مما يسد به حاجته الضرورية للحياة، من طعام وشراب وملبس ومسكن. كان ذلك الحكيم الزاهد يقضي يومه في الشمس بين الحقول، ينطق بالحكمة، ويعلم كل من يحيط به من تلاميذه الذين يحضرون إلى تلقي العلم والحكمة عنه، وأبى أن يتخذ مسكنه بين القصور الشامخة، والدور العالية، بل كان يأوي إلى كوخ صغير أعده لنفسه في الخلاء، وينقله من جهة إلى أخرى، ومن مكان إلى آخر. وقد ذاع أمر هذا الحكيم الزاهد بين الناس، فأقبلوا عليه من كل صوب وناحية، يتلقون عنه العلم ويستمعون لِعِظَاتِهِ وآرائه، وحِكمه البليغة، ولم يكن يفكر في شيء سوى الإرشاد والنصح لمن يصغي إليه ويقبل عليه من الطلبة.
وذات يوم رُئِيَ الفيلسوف الزاهد ماشيا في الظهيرة متنقلا من شارع إلى شارع، ومن مكان إلى آخر، وقد حمل بيده مصباحا مضاء، وأخذ ينظر حوله هنا وهناك، كأنه يبحث عن شيء فُقِد منه، فعجِب المارُّون من أمره، وسأله أحدهم: لماذا تحمل يا سيدي الفيلسوف هذا المصباح المضيء والشمس مشرقة تملأ الدنيا ضياءً ونورا؟ فأجاب الحكيم الزاهد: إني أبحث عن رجل أمين مخلص، وإلى الآن لم أجده. وعندما ذهب الإسكندر المقدوني إلى تلك المدينة التي كان يسكنها ذلك الحكيم الزاهد خرج جميع الناس يستقبلونه، ويحتفلون به فرحين مسرورين،ولم يتخلف من سكان تلك المدينة أحد سوى ذلك الحكيم الزاهد. وكان الإسكندر قد سمع عنه، وعن حكمته وفلسفته وآرائه وزهده الشيءَ الكثيرَ، فرغِب في مقابلته والتحدث معه. فلما لم يجده الإسكندر بين المستقبلين له سأل عنه، وذهب إليه بنفسه وحَوْلَه حاشيته وجنده، فوجده في الخلاء بجانب كوخه يتمتع بالطبيعة وجمالها، والشمس المشرقة وأشعتها. دنا الإسكندر من ذلك الفيلسوف الزاهد، فحياه وقال له: أيها الحكيم! لقد سمعت كثيرا عن حكمتك، ووَدِدْتُ مشاهدتَك لأقدم لك كل ما تريد، فهل هناك شيء أستطيع القيام به نحوك؟ فأجاب الحكيم: نعم يمكنك أن تقف إلى جانبي، حتى لا تحجب ضوء الشمس عن جسمي!! فعجِب الإسكندر من زهد هذا العالم الفيلسوف، وازداد إكباره له وإعجابه به، ثم نظر إلى حاشيته وحَرَسِهِ، وقال: قولوا ما تقولون، وظُنُّوا ما تظنون، ولا تعجبوا من إجلالي له وإعجابي به، فإنه سعيد بحياته هذه، وإني لو لم أكن الإسكندر، لَوَدِدْتُ أن أكون ((يوجينيس)) الحكيم الفيلسوف الزاهد.
اقتراح التلميذ: عبد الحق المصباحي
الجمعة أبريل 08 2022, 00:10 من طرف admin
» طائر اللقلاق يتحدى الزمن
الجمعة أبريل 09 2021, 01:45 من طرف admin
» اختلاط المرعى بالأكياس البلاستيكية فأصبحت الأغنام تبتلع العشب والبلاستيك
الأربعاء مارس 11 2020, 06:19 من طرف admin
» استعمال الأكياس البلاستيكية في الأسواق الأسبوعية، بين قانون المنع وتوفير البدائل
الأربعاء مارس 11 2020, 06:13 من طرف admin
» تجاهد النباتات مع النفايات البلاستيكية في سبيل العيش
الإثنين مارس 09 2020, 04:06 من طرف admin
» التلوث البلاستيكي بمدينة المضيق في 2020
الإثنين مارس 09 2020, 04:00 من طرف admin
» النداء الأخير
الإثنين مارس 09 2020, 03:54 من طرف admin
» البحار تستغيث
الإثنين مارس 09 2020, 03:47 من طرف admin
» الزراعة المستدامة.. موضوع مشاركة تلاميذ إعدادية الجبل بالمضيق في مسابقة الصحفيين الشباب
الإثنين فبراير 25 2019, 09:10 من طرف admin